10 فبراير 2011

أبي أمسك يديّ

أبي أمسِك يَديّ وَ دُر بي حَول نفسك .
إجعلني لا أرى شيئًا مِن العالم سوى خطوط سوداء وبيضاء .
 وَمن ثُم أرمني للأعلى وَ إلتقطني .
إجعلني كَطفلة تكبر بَين يديك .
أرمني للأعلى دائمًا دائمًا للأعلى أرمني .
لكن لاتنسى أن تلتقطني فقد وَضعتُ فيكَ ثقتي .
وَ أعدني للأرض كبيرة تَفقه كَيف السير وَ مثقفه في أمور الإتزان .
لاأُريد أن أسقط أبدًا لغير الأعلى لغير يداك .
الأرض يا أبتي سَفينة مِلؤها الخروق لكنها تعلم الكثير أيضًا عن الإتزان .
تعلم كيف لها أن لا تغرق .
كالإسفنجة تمامًا خبيثة مثلها تمامًا .
إحذر يا أبتي وَ خُف عليّ  أن أسقط لغير يداك أو لغير الأعلى .
عندها سأسقط صغيرة مُثكله الأم .
إحذر يا أبي أحذر أن تضعني على الأرض قبل إتزاني قَبل فقهي في السير .
إحذر . إحذر فربما حينها تفقدوني ..
.
.
" تلك الذكرى جميلة جِدًا وَ سعيدة جِدًا وَ مؤلمة جِدًا "
شُكرًا كَبيرة لأبي شُكرًا كبيرة شُكرًا شُكرًا .
لأنه لازال يَدُر بي حول نفسي .
يريني كَيف أن الحياة قبيحة ملؤها الخطوط وَ ينبغي أن لا أغتر بها .
وَ أنها توترنا لا تُرينا الأشياء على حقيقتها .
شُكرًا لدرسكَ هَذا القليل من دروسك الكثيره شُكرًا كبيرة يا أبتي .

هناك تعليق واحد:

  1. ميلاد
    أعشق بل وعشقت هذا الحديث كما الكثير مما سبقه
    لدرجة أنني أنسى الصفحة دائما مفتوحة لا أعلم هل أتعمد ذلك من الداخل لأعود للقراءة من جديد حيث كنت متوقف ولأن الشغف يملئني بما هنا
    لا أعلم
    لكنني أعلم أن هنا فلسفة لا يمكن لعقل متحجر أو فاقد لتوازنه أن يُدركها فهي أكبر من كونها درس واحد لأنها تحمل الكثير من الدروس , وهذه الدروس غالية الثمن واليوم نجدها مجانية لكن أين من يلتقطها ويحافظ عليها ويعي ما بعمقها
    أن قلت لأن ما تم أدراجه هنا لذيذ فأني سأظلمك والحروف الحق لأنها اكبر من أن توصف أو يصفها ضعف عقلي وقلة كلماتي
    ادمنتها بشدة , شكراً لك يا طاهرة

    ردحذف